شهدت أحداث محيط وزارة الداخلية تطورا ملحوظا صباح أمس‏,‏ وذلك عندما تجمع عدد كبير من المواطنين والقوي الثورية بالشوارع المحيطة بالوزارة‏.
وقاموا بعمل كردونات وحوائط بشرية ضخمة لمنع دخول المتظاهرين لمبني الوزارة ، والاحتكاك بقوات الشرطة التي التزمت بوعدها للقوي الثورية بوقف إطلاق القنابل الغازية أو التعامل مع أي متظاهر مادام التجمع بعيدا عن المنطقة الأمنية المحظورة.
جاء ذلك بعد ليلة طويلة من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة, حتي سقط المئات من المصابين من الجانبين, وتجاوز عدد المصابين من المتظاهرين ألفي شخص بينما أصيب نحو 228 ضابطا ومجندا من بينهم اللواء أحمد مختار رئيس قوات الأمن المركزي المكلفة بتأمين مقر وزارة الداخلية وأصيب بانفجار في العين اليمني وتم نقله إلي مستشفي الشرطة لتلقي العلاج, كما أعلنت وزارة الصحة ارتفاع أعداد المصابين في صفوف المتظاهرين إلي 2532 حالة, تم إسعاف 1234 مصابا في مكان الأحداث من خلال سيارات الإسعاف المتواجدة وإسعاف 237 حالة بالعيادات المتنقلة المتمركزة بالقرب من ميدان التحرير فيما تم تحويل 437 حالة لمستشفيات وزارة الصحة وخرج معظمهم بعد استقرار حالتهم وقد نشبت خلافات عديدة بين القوي الثورية وشباب الأحزاب ومظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم ونادر السيد والمجموعات المؤيدة لهم من جانب المتظاهرين حول مبني وزارة الداخلية من جانب آخر بسبب رفض المتظاهرين الدعوة إلي وقف العنف تجاه قوات الشرطة لتورطهم في مجزرة أكتوبر, وحذر المتظاهرون من المسيرات التي تقوم بها الأطراف التي تدعو إلي الهدوء وطالبوا بوقف إطلاق القنابل الغازية وطلقات الخرطوش عليهم, وقد فشلت المسيرات بالفعل لعدم وقف العنف من الجانبين, ففي الوقت الذي كان يرشق فيه المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة كان المطلوب من الأجهزة الأمنية وقف إطلاق القنابل الغازية ولكن أكدت صعوبة ذلك لتقدم عناصر مندسة بين الثوار داخل المنطقة المحظورة ولا يمكن التعامل معهم بشكل مباشر بإبعادهم بإطلاق القنابل الغازية, وأكدت الأجهزة الأمنية أن قوي مسيرات وقف العنف فشلت في إقناع الثوار بعدم استخدام العنف.
ورغم تصاعد الأحداث في الساعات الأولي من صباح أمس وليلتها الساخنة, فأن شباب التحرير فرضوا سيطرتهم علي المتظاهرين وقاموا بعمل كردونات بشرية كثيفة لتمكين قوات الحماية المدنية من الدخول إلي مبني مصلحة الضرائب الذي نشبت النيران بداخله, واستمرت لمدة أكثر من ثلاث ساعات دون أدني مقاومة لإطفائه نظرا لرفض المتظاهرين دخول سيارات الإطفاء ولتكدس المواطنين من المتظاهرين داخل شوارع المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية, ونجحت قوات الحماية المدنية علي مدي ساعتين من السيطرة علي الحريق التي تم إطفاؤه في تمام الساعة الواحدة من صباح أمس.
كما قام شباب ميدان التحرير بتنظيم الميدان وتجنيب الباعة الجائلين بأحذ مناطق الميدان وتنظيم حارات مرورية من صفوف شباب التحرير لمرور الدراجات البخارية وسيارات الإسعاف التي تنقل المصابين من وإلي منطقة الأحداث والمستشفيات الميدانية, كما قام شباب التحرير بضبط نحو 16 من البلطجية من بينهم أربعة من المتورطين في إحراق مبني مصلحة الضرائب, وصبي يبلغ عمره 14 عاما وبحيازته فرد خرطوش, وقام شباب التحرير بتسليمهم إلي لجنة الأمن الشعبي الموجودة بمسجد عمر مكرم تمهيدا لتسليهم إلي أجهزة الشرطة.
وقد صعد بعض المتظاهرين أمس مجددا الى سطح مبنى مصلحة الضرائب باستخدام السقالات الحديدية, من أسطح العقار المجاور له, وأشعلوا النيران مرة أخرى بسطح العقار, وقذفوا قوات الشرطة الموجودة أمام مبنى الوزارة بزجاجات المولوتوف والحجارة وأضرموا النيران فى المبنى المقابل لمصلحة الضرائب من شارع منصور, وهو نفسه المقابل لوزارة الداخلية, فى محاولة لإحراقه بالكامل لإحداث بلبلة فى قوات الشرطة, ولمحاولة الدخول إلى بوابة وزارة الداخلية.