تكنولوجيا جديدة تحول الاصوات الى اشارات الكترونية
زراعة القوقعة تجعل المعاق سمعيًا طبيعيًا ومنتجًا
اثناء العملية زراعة
القوقعة تعني زراعة جهاز الكتروني، القوقعة الالكترونية، داخل الأذن
الداخلية حيث يقوم بتزويد الاذن بالاصوات في حالات فقدان السمع، أي هي
تكنولوجيا تتخطى الخلايا التالفة في الأذن الداخلية بتحويل الاصوات الى
اشارات الكترونية مباشرة الى عصب السمع ومنه الى الدماغ، تجرى العملية
للكبار والصغار في مختلف الأعمار في حالة فقدان السمع العصبي، وليس
التوصيلي، الكلي او الشديد والذي لا يستجيب المريض للمعينات السمعية، وأفضل
نتائج تكون للصغار الذين عمرهم أقل من خمسة سنوات.
اسباب نقص السمع العصبي للصغار هي :
1-العامل الوراثي هو السبب في أغلب الحالات.
2- التهاب السحايا في العمر المبكر.
كيف يعمل الجهاز :
القوقعة الاكترونية هو جهاز الكتروني مكون من جزئين خارجي وداخلي .
الجهاز داخلي يزرع في الأذن الداخلية بعملية جراحية وجهاز أخر يوضع خلف الأذن.
يتكون الجهاز من مايكرفون وجهاز معالج للصوت خلف الأذن يقوم بالتقاط
الاصوات وتحويلها الى اشارات خاصة ويرسلها الى عدة أجهزة صغيرة ودقيقة تقوم
بدورها بتحويلها الى نبضات كهربائية و يتم نقلها عبر اسلاك دقيقة جدا الى
الاذن الداخلية اي باختصار يقوم الجهاز بتحويل الموجات الصوت الى نبضات
كهربائية وترسلها مباشرة الى الاعصاب السمعية في الاذن الداخلية .
التقييم قبل العملية :
هنالك معايير دقيقة وشروط لضمان انتقاء الحالات المناسبة لزراعة القوقعة .
وقبل العملية لا بد من عمل بعض الفحوصات للتأكد من صلاحية المريض للعملية :
1- فحوصات سمعية :
يتم اجراء اختبارات خاصة لتقييم درجة نقص السمع ومقدار الاستجابة للمعينات
السمعية . هذه الاختبارات تشمل التخطيط السمعي الدماغي وجهاز قياس ذبذبات
القوقعة وفحص العصب الدماغي .
في حالة ثبت أن العصب الدماغي لا يعمل فيستثنى المريض من العملية .
2- فحوصات اشعة :
يتم اجراء صورة مقطعية للقوقعة والاذن الداخلية : لمعرفة اذا كان هنالك
انسداد في قنوات القوقعة بسبب التكلسات أو تشوه خلقي في تكوين القوقعة حيث
أنه في بعض هذه الحالات فلا ينصح بالعملية .
3- فحوصات خاصة للنطق والاستيعاب : تقييم مدى نطق الطفل واستيعابه للكلام يحدد فترة التأهيل اللازمة للعملية .
4- تقييم الحالة الاجتماعية والتعليمية للطفل : يجب التأكد من استعداد الأهل للاستمرار بمرحلة التأهيل وكذلك الاستعداد المدرسي المستقبلي .
طريقة العملية :
اقسام الجهاز
يتم اجراء العملية تحت البنج العام وعادة تستغرق قرابة الثلاثة ساعات . يتم
الدخول الى الاذن الداخلية بعد حفر العظام الصدغية والدخول الى الاذن
الوسطى. يتم عمل ثقب صغير في القوقعة وارسال الالكترود الى قناة القوقعة
الداخلية . أيضا يتم تثبيت جهاز فك الشفرات خلف الأذن وتحت الجلد مباشرة
.بعد العملية مباشرة يتم التأكد من عمل جهاز القوقعة الالكترونية بواسطة
أجهزة خاصة .
ملاحظات :
1-العملية مكلفة وتكلف عادة اكثر من خمسة وثلاثون ألف دولار حيث أن سعر
الجهاز المتعدد القنوات لوحده يتراوح بين 24 – 28 الف دولار .
2-بعد العملية هنالك الحاجة الى تأهيل لفترة ليست بالقصيرة وتستمر 6 – 12 شهرا بالمعدل .
العوامل التي تتحكم في نجاح العملية :
العمر :
يستحسن أن تتم الزراعة بعمر مبكر اعتبارا من عمر السنة قبل البدء بالنطق
حيث يستطيع الطفل سماع الأصوات وتعلم النطق في سن مبكر حيث ثبت ان الأطفال
بين عمر السنة الى خمسة سنوات هم اكثر من يستفيد من الجهاز وخاصة بعد
اعطائهم برنامج تأهيل مركز بعد العملية .
تجرى العملية أيضا للكبار عند فقد السمع الكلي أو الشديد الذي يحدث في
اعمار غير الطفولة حيث يكونوا قد تعلموا النطق سابقا وتوجد لديهم ذاكرة
لمفهوم الكلمات .في حالة الكبار الفاقدي السمع منذ الصغر والذين ليس لديهم
نطق أو كلام مفهوم فهذه الحالات تمنع زراعة القوقعة لان الفائدة ستكون
معدومة .
التأهيل بعد العملية : هذه
مرحلة مهمة جدا وتستمر من 6-12 شهرا حيث يتم تعليم الطفل كيفية سماع
الأصوات ودلالاتها وكيفية النطق . عدم التزام الأهل بالتأهيل قد يسبب فشل
العملية .
مقدار فقدان السمع : في حالات ضعف السمع الشديد تكون النتائج أفضل من حالات فقدان السمع الكلي .
القدرة على استيعاب الكلام قبل فقدان السمع :
هذا يقلل كثيرا من فترة التأهيل اللازمة وتعطي نتائج قوية وخير مثال في
حالات الأطفال الذين يفقدون سمعهم بعد عمر الأربعة سنوات والكبار بسبب
التهاب السحايا أوالتهابات الأذن الداخلية الفيروسية .
استعمال السماعة العادية : الطفل الذي اعتاد على السماعة العادية يستطيع التأقلم مع القوقعة الألكترونية بسهولة أكبر من الطفل الذي لم يجرب السماعة .
فترة فقدان السمع : كلما قلت فترة فقدان السمع فان الفائدة من زراعة القوقعة تكون أكبر .
الخلاصة :
يجب
على الاهل النتباه لسمع الطفل منذ الولاده ولا بد في الدول العالم الثالث
أن تقوم باجراء تقييم سمع المواليد منذ الولاده لاكتشاف حالات فقدان السمع
لان العلاج المبكر هو الاساس لتنمية مواهب الطفل السمعية والدراكية والنطق .
ان زراعة القوقعة تعطي نتائج قوية في الحالات المنتقاه بشكل جيد وبعد
التأهيل المكثف وتقوم بتحويل الطفل المعاق سمعيا الى طفل منتج وليس عالة
على المجتمع .
تعتمد النتائج على عدة عوامل ذكرت سابقا وهذه التكنولوجيا الحديثه في
طريقها للانتشار مع الزمن لكن العائق الاساسي لها هي التكلفة العالية والتي
نتأمل ان تنخفض مع الزمن . زراعة قوقعة في أذن طفل تعيد له السمع بمستشفى «الدفاع» متابعة - سليمان الزعير:
نجح فريق طبي سعودي بمستشفى القوات المسلحة بالرياض بقيادة الدكتور
مناحي محمد القحطاني استشاري الأنف والأذن والحنجرة من إجراء عملية معقدة
هي الأولى من نوعها في مستشفى القوات المسلحة بالرياض وهي زراعة قوقعة
الكترونية لطفل أصم أبكم يبلغ من العمر (3) سنوات. وقد شارك في إجراء
العملية الدكتور خبتي عبدلله المهنا رئيس وحدة زراعة القوقعة الإلكترونية
وأشرف عليها الدكتور ديفيد موريس من كندا والدكتور عبدالرحمن بن عبدلله حجر
رئيس وحدة الأذن وأعصاب الأذن والمشرف على كرسي بحث الإعاقة السمعية
وزراعة السماعات بجامعة الملك سعود. ومن جانبه أوضح الدكتور خبتي أن
العملية ولله الحمد والمنة تكللت بالنجاح وتم غرس القوقعة وتقبلها الجسم.
والطفل الآن بوضع صحي جيد وأشار إلى أن الطفل ريان قبل العملية لم يكن
يستطيع السمع نهائيا حتى مع وجود السماعات ولكن بفضل الله هذه العملية
ستجعله يستعيد القدرة على السمع والنطق ولكن يحتاج إلى تأهيل لفترة طويلة
حتى يستطيع التعرف على معاني الأصوات التي يسمعها مباشرة بعد العملية ولكنه
لا يستطيع فهمها. وقد عبر والد الطفل ريان عن شكره لله ثم لولاة الأمر
الذين سخروا مثل هذه الإمكانات المتقدمة في هذا الصرح الطبي الشامخ. كما
عبر عن عظيم شكره للفريق الطبي وعلى رأسهم الدكتور مناحي القحطاني وبقية
الزملاء، وقد غادر ريان المستشفى في اليوم التالي للعملية وهو بأفضل حال.
تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية أجريت أثناء انعقاد الدورة الثالثة لجراحة
عظمة الصدغ والتي عقدت مؤخرا بمستشفى القوات المسلحة بالرياض وحظيت بحضور
عدد كبير من الأطباء والمختصين من داخل المملكة وخارجها.
طبيب خليجي ينجح في زراعة «القوقعة الإلكترونية» للصم بالمنظار الجراحي
لأول مرة في العالم.. وبدون مضاعفات
الرياض: شاكر أبو طالب
نجح الدكتور مازن محمد الهاجري، استشاري أنف وأذن وحنجرة، ومتخصص في زراعة
القوقعة الإلكترونية، وزميل الكلية الملكية للجراحين بإيرلندا وأدنبرة، في
زراعة أكثر من 20 قوقعة إلكترونية للصم بالمنظار الجراحي، دون مضاعفات
تذكر، ما جعله أول طبيب في العالم يقوم بمثل هذه العمليات بالمنظار.
وأكد الدكتور الهاجري، الإماراتي الجنسية ويعمل في مركز مايز الطبي
بالرياض، أنه يولد في كل عام، ما بين 2 ـ 4 آلاف طفل مصاب بالصمم، بسبب عيب
خلقي أو مرض جيني أو لأسباب أخرى، ويزداد هذا العدد بعد الولادة بنسبة 50
في المائة، أي حوالي ما بين ألف وألفي طفل في العالم يصابون بضعف السمع
الشديد في كل عام، مضيفاً أن هؤلاء الأطفال ـ وما زال أكثرهم ـ يعيشون صماً
بكماً، فتصبح حياتهم صامتة، لا يستطيعون التخاطب مع الآخرين أو استخدام
الهاتف أو عبور الشارع أو سماع جرس الإنذار في الحالات الطارئة وما إلى
ذلك.
وأشار الهاجري الحاصل على ماجستير ودكتوراه في تخصص أورام القصبة، ورئيس
جمعية السمع للجميع وجمعية زراعة القوقعة العالمية، إلى أن الأمل بدأ بعد
قيام فريق طبي في فرنسا بزراعة سلك كهربائي لمريض لا يسمع، فسمع بعض
الأصوات بعد العملية، ثم تمكن البروفيسور ويليام هاوس من اختراع القوقعة
الإلكترونية، وقام بدراسة، امتدت لأعوام عديدة، تمكن على إثرها من تصنيع
أول نوع من القواقع الإلكترونية، والتي أطلق عليها تسمية «3م هاوس» وحظيت
باعتماد وموافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركي (FDA)، وقام هاوس بأول عملية
لزراعة القوقعة، وابتكر طريقة العملية، حيث يحفر عظمة الحلمة الموجودة خلف
الأذن، حتى يصل إلى الأذن الوسطى والداخلية، ثم يفتح الأذن الوسطى، بحيث
تكون خلف الطبلة، فيصل إلى القوقعة ويحفر فيها حفرة ليزرع فيها سلك القوقعة
الكهربائي.
وأضاف الهاجري أنه منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم، اعتمد جميع
الجراحين في العالم حفر العظمة حفراً شبه كلي، ما يجعلها عملية كبرى
ودقيقة، لاحتمالية جرح عصب الوجه خلال العملية، ما يؤدي إلى إصابة المريض
بشلل في الوجه، كما يمكن أن تفتح في العملية أغشية المخ، فيسيل السائل
النخاعي، ويمكن أن تجرح الأذن الداخلية فتسبب دوراناً، وتستلزم العملية
فتحة كبيرة في الجلد تصل إلى 7 سنتيمترات، ويحتاج المريض إلى المكوث في
المستشفى لمدة تتراوح بين 5 ـ 7 أيام أو أكثر، ولا يتم تشغيل القوقعة
الإلكترونية إلا بعد شهر حتى تلتئم الجروح، ولا تجرى العملية للأطفال الذين
لم يتموا عامهم الأول، لأنها، وبالطريقة التقليدية، تعتبر عملية كبرى،
يفقد فيها كمية من الدم ليست بالقليلة، ويحفر فيها العظم، فيخشى على الطفل
من النزف الشديد والمضاعفات، ولذلك فإنه ما زال جميع الجراحين في العالم
يتبعون هذه الطريقة، لإجراء عملية زراعة القوقعة، وتتفاوت نسبة المضاعفات
من جراح إلى آخر.
وذكر الهاجري أنه تعلم من البروفيسور ويليام هاوس الكثير في هذا المجال،
وسبق أن قدم إلى الرياض، بناء على دعوة وجهت له، كضيف خاص لمؤتمر زراعة
القوقعة، والذي حضره 300 طبيب، وعلى هامش المؤتمر، اطلع البروفيسور هاوس
على عمل الهاجري الجراحي وأشاد به، من خلال كتابته تزكية خاصة.
وأكد الهاجري أنه منذ العام 1999، بدأ بالتدرب في أوروبا على عمليات الأنف
والأذن والحنجرة، وكان الهدف منها زراعة القوقعة للمرضى ومساعدة الصم، ما
دفعه للسفر إلى عدة دول في أوروبا، لتعلم إجراء عمليات دقيقة بحضور أفضل
الأطباء الممارسين، مشيراً الى انه وعلى مدى أكثر من خمسة أعوام، كان يجري
خلالها الأبحاث والتجارب في المختبر، وبعد تشريح أكثر من 100 عظمة أذن
حقيقية في قسم التشريح، للبحث عن طريقة أسهل لحفر العظم، جاءته فكرة زرع
القوقعة بدون حفر العظم خلف الأذن. وقال «بعد عدة أعوام، حضرت مؤتمراً
طبياً، وشاهدت خلاله عمليات ترقيع طبلة الأذن بالمنظار، وكانت تقنية جديدة
في جراحات الأذن آنذاك، فصممت على تعلم الجراحة بالمنظار، واشتريت 50 عظمة
من أماكن عدة، وبدأت العمل، فتعلمت على عظمة الأذن، ثم على جسد كامل لم
تستأصل منه عظمة الأذن، وكان ذلك أقرب للواقع، وخلال ثلاثة أشهر فقط، أتممت
جميع التجارب على العظام كلها بنجاح، وقمت بكافة عمليات الأذن بالمنظار».
وبعد تأكد الهاجري من إتقانه إجراء هذه العملية بالمنظار، مع إلمامه
بالطريقة التقليدية التي تجرى بها، قام بأول عملية فعلية لإنسان بعد أكثر
من عامين من التجارب، ونجحت نجاحاً تجاوز التصورات، مضيفاً «واصلت إجراء
مثل هذه العمليات، وسبق أن أجريت أكثر من 20 عملية لم يسبق لأحد في العالم
كله أن أجرى مثلها، وتكللت جميعها بالنجاح، ولم يصب أي طفل بالمضاعفات أو
المشكلات التي تحدث عادة مع العمليات التقليدية، فحجم الجرح لا يتجاوز 2
سنتميتر فقط، وكمية الدم لا تتجاوز 20 مليلترا في حدها الأقصى، ولا توجد أي
حالة إصابة للعصب السابع، وبالتالي فإن جميع المرضى لم يعانوا من أي مشكلة
في حركة الوجه، ولم يحدث أي التهاب في الجلد أو في الأذن، ويمكن إجراء هذه
العملية للأطفال حتى في عمر أقل من 6 أشهر، نظراً لقلة كمية الدم
المستنزف، والتي لا تشكل خطراً على حياة الرضيع، وتتراوح أعمار الأشخاص
الذين تم إجراء هذه العمليات لهم بين عام ونصف العام إلى ثلاثين عاما».